دي ميستورا: وقف القتال لمدة 48 ساعة في حلب يتطلب مجهودا شاقا

فيديو صادم لطفل سوري انتشل من بين الأنقاض يثير ردود فعل عالمية

دي ميستورا: وقف القتال لمدة 48 ساعة في حلب يتطلب مجهودا شاقا
TT

دي ميستورا: وقف القتال لمدة 48 ساعة في حلب يتطلب مجهودا شاقا

دي ميستورا: وقف القتال لمدة 48 ساعة في حلب يتطلب مجهودا شاقا

قال متحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية السورية، ان طائرات حكومية قصفت مناطق يسيطر عليها الاكراد في مدينة الحسكة شمال شرقي البلاد، اليوم (الخميس)، لاول مرة خلال الحرب الاهلية الدائرة منذ أكثر من خمس سنوات.
وذكر المتحدث ريدور خليل، أن الضربات الجوية أصابت مناطق كردية من المدينة -التي تسيطر جماعات كردية على معظمها- ومواقع لقوات الامن الداخلي الكردية المعروفة باسم الاسايش، مبينا أن "هناك شهداء وجرحى"، وذلك حسب ما نقلت وكالة رويترز للانباء.
على صعيد آخر، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا ، اليوم، انه لم تصل أي قافلة مساعدات للمناطق المحاصرة في سوريا منذ شهر وانه علق عمل قوة مهام انسانية حتى الأسبوع المقبل، موجها إشارة للقوى الكبرى.
وقال دي ميستورا إن وقف القتال لمدة 48 ساعة في مدينة حلب الشمالية سيكون الموضوع الرئيسي اليوم لمجموعة الدول التي تعمل لتنفيذ وقف الاعمال القتالية. وتابع قوله للصحافيين في جنيف "أؤكد نيابة عن الامين العام وقف (القتال) لمدة 48 ساعة في حلب -كبداية- يتطلب مجهودا شاقا ليس فقط من القوتين الرئيستين (روسيا والولايات المتحدة)، ولكن أيضا من كل من لهم نفوذ على الارض".
على صعيد ذي صلة بالاحداث، بث ناشطون في حلب تسجيلاً صادماً لطفل يجلس في سيارة إسعاف بعد تعرض منزله في حي القاطرجي لغارات جوية نفذتها مقاتلات النظام السوري.
وبدا الطفل جالساً بهدوء، ووجهه مغطى بالغبار والدماء، في مقعد سيارة الإسعاف يتحسس جراحه وبالكاد يفتح عينيه، قبل أن يُحضر المسعفون بقية الناجين من أفراد أسرته إلى ذات السيارة.
والطفل عمران دقنيش، ذو الخمسة أعوام، واحد من 5 أطفال جرحوا يوم أمس (الأربعاء)، جراء الغارات الجوية على المدينة التي فكت المعارضة المسلحة حصارها أخيراً.
ونشر مركز حلب الإعلامي مقطع الفيديو الصادم على موقع يوتيوب، بينما أفاد طبيب محلي لمراسل صحيفة "تيلغراف" البريطانية بأن هناك أربعة أطفال وامرأة وشابين أصيوا أيضاً جراء الغارة على الحي.
وعولج الطفل عمران وبقية الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً في مستشفى، وخرجوا في وقت متأخر يوم أمس.
وأعيد تغريد ما نشره مراسل الصحيفة البريطانية أكثر من 10 آلاف مرة على "تويتر".



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».